عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-01-17, 02:43 AM   #2
العبيير
رابد ثانوي
 
تاريخ التسجيل: Jun 2015
المشاركات: 384
معدل تقييم المستوى: 10
العبيير على الطريق الصحيح لتعريف نفسه
افتراضي

الثواب والعقاب في القرآن الكريم
إن البشر ليسوا سواء ؛ فمنهم من تفلح معه القدوة الحسنة في التربية ، ومنهم من تنفعه الموعظة الحسنة والقول اللين ، ومنهم من تكفيه القصة ، وقسم لا بد من وقع السوط على جلده لردعه وتنبيهه.


والقرآن الكريم لا يبادر إلى العقوبة في التربية إنما يقدم قبلها الترغيب في الثواب أو يقرنه معها للإشعار بأن العقوبة ليست مقصودة لذاتها ، وإنما هناك طوائف من الناس لا بد من إبراز السوط لهم ، والبعض الآخر لا بد من إيقاع السياط على جلودهم ليرتدعوا ويردعوا عن غيهم وعنادهم .

كما أن القرآن الكريم حافل بالآيات التي تحمل في ثناياها الثواب ، وبآيات أخرى تحمل العقاب لتكون النفوس بين هاتين الوسيلتين تتأرجح إن مالت النفس إلى الدعة والخمول والكسل قرّعتها آيات العذاب والعقاب ، وإن أقبلت على خالقها ونشطت في طاعته سمعت آيات الوعد والثواب فزادت نشاطاً ورغبة في ذلك .
ففي مجال الترغيب في الثواب يقول تعالى : " يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله والنبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير " } سورة التحريم – الآية 8 **

وفي مجال الترهيب يقول سبحانه : " من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون ، أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون " } سورة هود – الآية 15 **

ولقد وضح القرآن الكريم في العديد من الآيات ارتباطَ مبدأي الثواب والعقاب بعمل الإنسان ؛ قال تعالى : " مَن عملَ صالحاً فلنفسهِ ومن أساءَ فعليها " } سورة فصلت – الآية 46 ** ، وقال سبحانه : " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جناتُ الفردوسُ نُزلاً " } سورة الكهف – الآية 102 ** ، وقال عز وجل : " ولا تستوي الحسنةُ ولا السيئةُ أدفَع بالتي هي أحسنُ " } سورة فصلت – الآية 34{ ، وقال : " ومن يَعمل من الصالحات وهو مؤمنٌ فلا يخافُ ظُلماً ولا هضماً " } سورة طه – الآية 112 ** ، وقال : " إنا لا نُضيعُ أجر من أحسن عملاً " } سورة الكهف – الآية 30 ** .

وما أروع وما أبلغ ما جاء هاتين الآيتين : " فَمن يعملْ مثقالَ ذرةٍ خيراً يرهُ * ومن يعملْ مثقالَ ذرةٍ شراً يرهُ " } سورة الزلزلة – الآيتان 7 – 8 **

الثواب والعقاب وعلماء التربية
يعتبر علماء التربية أن الثواب والعقاب من أبرز أشكال التربية والضبط الاجتماعي وتوجيه السلوك ، فالثواب يساعد في تثبيت السلوك السوي وتدعيمه ، وتحسين الأداء وتقويمه ؛ فحينما نكافئ أطفالنا على سلوكياتهم الحسنة ونقابلها بالاستحسان والقبول خاصة في سنوات العمر المبكرة ، فإننا بذلك نبث الثقة في نفوسهم ونشجعهم على المزيد من التعلم الجيد والانجاز والالتزام بالفضائل .


إن نتائج الدراسات الإنسانية والسلوكية توصي بضرورة الاهتمام أولا بقضية الثواب والاستحسان وتركز علي الثواب لعدة أسباب منها الأثر الانفعالي السيئ الذي يصاحب العقاب ، أما الإثابة والاستحسان ففيهما توجيه بناء لطبيعة السلوك المرغوب فيه ، شريطة أن يكون الثواب علي فعل حقيقي يستحق الإثابة أو نتيجة ترك فعل غير مرغوب ، أما الإثابة علي غير سبب حقيقي فإنها تفقد الثواب قيمته وأثره التربوي .
العبيير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس