*
* الخبر*:حوادث* داخلية
* صادف أول رمضان هذا العام يوم الإثنين التاسع والعشرين يولية 1946، وكان ثبوته عاما في كافة الشمال الإفريقي، فالحمد لله على نعمة الاتحاد. ونسأل الله أن يعيننا على أداء حقه ويجزل لنا به المثوبة.
* النجاح*: عدد* 3435* *(الأربعاء* 3* رمضان* 1365*/ 31جويلية* 1946*)
* تعليق*:
* الظاهر* أن* في* سنة* 1946،* كان* الشمال* الإفريقي* أقرب* إلى* الاتحاد* من* يومنا* هذا*!! نسأل* الله* أن* يعيننا* على* أداء* حق* رمضان* وأن* يجزل* لنا* به* المثوبة*.
* شهر* الصوم
*
* لَقَدْ* لاَحَ* شَهْرُ* الصَّوْمِ* بِاليُمْنِ* طَالِعًا
* * فَأَرْجَاؤُنَا* مُزْدَانَةٌ* بِطُلُوعِهِ
* تَذَكَّرْ* بِهِ* الْقُرْآنَ* يَنْزِلُ* نَافِثًا
* * بِهِ* الرُّوحَ* فِي* قَلْبِ* الرَّسُولِ* وَرُوعِهِ
* فَقُمْ* فَاغْتَنِمُهُ* لِلإِنَابَةِ* فُرْصَ
* * فَقَدْ* تُخْتَمُ* الأَنْفَاسُ* قَبْلَ* رُجُوعِهِ
* *(محمد* العيد*)
* البصائر*: السنة* الأولى* عدد* 44* *(الجمعة5* رمضان* 1355* /* 20* نفامبر* 1936*)
*
*
* أسئلة* في* الدين
* السؤال*: متى* فُرِضَ* الصيام؟*.
* الجواب: فرض الله على الناس في أول الأمر صيام يوم عاشوراء، ثم نسخ صيام يوم عاشوراء بصيام رمضان بعد نزول الآية الكريمة: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ* فَلْيَصُمْهُ*".*
* وكان* فرضه* في* السنة* الثانية* من* الهجرة* لليلتين* خلتا* من* شهر* شعبان،* وهي* السنة* التي* وقعت* فيها* غزوة* بدر* الكبرى،* وقد* صام* النبي* صلى* الله* عليه* وسلم* تسع* رمضانات* كاملة*.
*
* السؤال*: ما* هو* حكم* من* ترك* صيام* رمضان* من* غير* عذر؟*.
* الجواب*: تارك* صيام* رمضان* له* حالتان*:
* أحدهما*: من* تركه* كسلا* من* غير* إنكار* له،* فهو* من* جملة* المسلمين* وليس* بكافر،* والإفطار* في* نهار* رمضان* عمدا* من* غير* عذر* شرعي* من* أشد* المحرمات*.
* قال* الحافظ* الذهبي* رحمه* الله*: *"وعند* المؤمنين* مقرر* أن* من* ترك* صوم* رمضان* من* غير* عذر* أنه* شرّ* من* الزاني* ومدمن* الخمر،* بل* يشكّون* في* إسلامه* ويظنّون* به* الزندقة* والانحلال*"*.
* والمشهور* أن* من* امتنع* من* صوم* رمضان* مع* إقراره* بوجوبه* يقتل* حدا،* ويغسل* ويصلى* عليه* ويدفن* في* مقابر* المسلمين* كحكم* من* امتنع* من* أداء* الصلاة*.
* وذهب* القاضي* عياض* رحمه* الله* إلى* أنه* لا* يقتل،* بل* يأمره* الحاكم* أو* نائبه* بالصيام،* فإن* لم* يفعل* يحبسه* ويمنع* عنه* الطعام* والشراب* طول* النهار*.
* ومما يستدل به للقول المشهور الحديث الوارد عند أبي يعلى في مسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "عُرَى الإِسْلاَمِ وَقَوَاعِدُ الدِّينِ ثَلاَثَةٌ، عَلَيهِنَّ أُسِّسَ الإِسْلاَمُ، مَنْ تَرَكَ وَاحِدَةً مِنْهُنَّ فَهُوَ كَافِرٌ* حَلاَلُ* الدَّمِ*: شَهَادَةُ* أَنْ* لاَ* إِلَهَ* إِلاَّ* اللَّه،* وَالصَّلاَةُ* المَكْتُوبَةُ،* وَصَوْمُ* رَمَضَانَ*"*.
* والحديث بعمومه يشمل كل من ترك الصيام، ولا يستثنى منهم إلا أصحاب الأعذار الذين وردت النصوص بإباحة الفطر لهم، لكن يستشكل على هذا الاستدلال قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: "فَهُوَ كَافِرٌ"، فيتعيّن حمله على من تركه جحودا وإنكارا لا على من تركه تكاسلا وتفريطا*.
* والثاني: من تركه إنكارا له وجحودا لوجوبه، فهو كافر مرتد، يستتاب ثلاثة أيام، فإن تاب قبلت توبته وكان من المسلمين، وإن أصرّ على الترك والجحود قتل كفرا، وماله فَيْءٌ لبيت مال المسلمين، ولا يغسل ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين لأنه من الكافرين، ككل من جحد معلوما من الدين بالضرورة، لقوله عزّ وجلّ: "وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" سورة البقرة:217.
* ولما* رواه* البخاري* عن* عبد* الله* بن* عباس* رضي* الله* عنهما* أن* رسول* الله* صلى* الله* عليه* وسلم* قال*: *"مَنْ* بَدَّلَ* دِيْنَهُ* فَاقْتُلُوهُ*"*.
*
* السؤال*: ما* هو* حكم* من* يصوم* رمضان* ولا* يصلي؟*.
* الجواب*: الواجب* على* المسلم* أن* يؤدي* جميع* ما* فرضه* الله* عليه* من* العبادات،* ومن* الفجور* والعصيان* أن* يترك* فرضا* منها* أو* أكثر* لأنه* يكون* قد* هدم* قواعد* الدين*.
* والصحيح* أن* من* ترك* الصلاة* تكاسلا* وتهاونا* مع* إيمانه* بوجوبها* وإقراره* بفرضيتها* مسلم* عاص* وليس* بكافر،* وهو* فاسق* لتركها* ومرتكب* لكبيرة* من* كبائر* الذنوب*.
* وينبغي التنبيه على أن الله تعالى فرض هذه الفرائض وجعل لكل فرض منها ثوابه ولكل عقابه، فمن صام ولم يصل كان عليه إثم ترك الصلاة وبرئت ذِمَّته من الصوم، ولا مانع إن عذّبه الله على ترك الصلاة أن يسقط عنه عذاب الصيام أو يخفف عنه.
* وإذا اعتبرنا تارك الصلاة تكاسلا مسلما وهو الراجح، فإن صيامه صحيح لا يبطل مادام محافظا على أركان الصيام، أما مسألة القبول فأمرها إلى الله عزّ وجلّ، والغالب على الظن أن يُحْرَمَ القبول حتى يتوب لقوله تعالى: "إنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ" المائدة*:27*.
* والذي يصوم ولا يصلي ليس له من صومه إلا الجوع والعطش، ولا ينال بركة رمضان وفضله ولا تغفر ذنوبه، لما ورد في الحديث عند البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ* حَاجَةٌ* فِي* أَنْ* يَدَعَ* طَعَامَهُ* وَشَرَابَهُ*"،* وترك* الصلاة* أعظم* إثما* من* شهادة* الزور*.
* ولأن النبي صلى الله عليه وسلم اشترط لمغفرة الذنوب للصائم في رمضان اجتناب الكبائر، فقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ* مَا* بَيْنَهُنَّ* إِذَا* اجْتَنَبَ* الْكَبَائِرَ*"،* وترك* الصلاة* من* أعظم* الكبائر*.
* ومن الخطأ ما نسمعه من بعض الناس الذين يقولون لتارك الصلاة: صومك باطل ولا يصح، فيدفعونهم بهذا القول إلى الإفطار وانتهاك حرمة رمضان مع ما هم عليه من معصية ترك الصلاة، ولا ينبغي أن نعين الشيطان عليهم أو نسد باب التوبة في وجوههم، وواجبنا تجاههم أن ننصحهم ونذكِّرهم ونأخذ بأيديهم إلى طريق الهداية، وأن نعينهم على أنفسهم ليعودوا إلى رحاب الإيمان وجادة الصواب، ولنقتدي في ذلك بالنبي عليه الصلاة والسلام، فقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "أُتِىَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِرَجُلٍ قَدْ شَرِبَ قَالَ: اضْرِبُوهُ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَمِنَّا الضَّارِبُ بِيَدِهِ، وَالضَّارِبُ بِنَعْلِهِ، وَالضَّارِبُ بِثَوْبِهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: أَخْزَاكَ اللَّهُ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: لاَ تَقُولُوا هَكَذَا، لاَ تُعِينُوا عَلَيْهِ الشَّيْطَانَ*"*.