عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-08-25, 12:04 PM   #1
عبسي الحمديني
مبرمج المستحيل
 
الصورة الرمزية عبسي الحمديني
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: Libya
المشاركات: 2,924
معدل تقييم المستوى: 17
عبسي الحمديني على الطريق الصحيح لتعريف نفسه
Smile تحديث الصفحة أركان الصيام وشروطه




رَكَنَ إلى الأمر: مال إليه وسكن ، قال تعالى: ** ولا تركنوا إلى الذين ظلموا } (هود:113) أي: لا تميلوا وتسكنوا إلى الظالمين، ورُكْنُ الشيء : جانبه الأقوى ، قال تعالى على لسانه نبيه لوط: ** لو أَن لي بكم قوة أَو آوي إلى ركن شديد } (هود:80) .


والركن في اصطلاح الأصوليين: ما يتوقف عليه وجود الشيء وعدمه ، ويعبرون عن ذلك بقولهم : ما يتوقف على وجوده الوجود ، وعلى عدمه العدم ؛ وكثيرًا ما يعبر الفقهاء عن الركن بالشرط ، ويريدون منه ، ما لا بد منه .

والصيام في حقيقته مركب من ركنين أساسيين ، لا يتصور حصوله بدونهما:

- الركن الأول النية ، ومعناها : القصد ، وهو اعتقاد القلب فعل شيء ، وعزمه عليه من غير تردد ، والمراد بها هنا قصد الصوم ، والدليل على أن النية ركن لصحة الصيام ، قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ) رواه البخاري و مسلم ، وهو يعم كل عمل ، وقوله في حديث حفصة رضي الله عنها: ( من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له ) رواه أحمد و أصحاب السنن.


ومحل النية القلب ، لأنها عمل قلبي لا دخل للسان فيه ، وحقيقتها القصد إلى الفعل امثالاً لأمر الله تعالى ، وطلباً لثوابه ، ولا يشرع التلفظ بها ، وهو خلاف السُّنَّة ، ويشترط في النية لصوم رمضان التبييت ، وهو : إيقاع النية ليلاً ، لحديث حفصة المتقدم ، وتصح النية في أي جزء من أجزاء الليل ، وينبغي على العبد أن يبتعد عن وسواس الشيطان في النية ، فإن النية لا تحتاج إلى تكلف ، فمن عقد قلبه ليلاً أنه صائم غداً فقد نوى ، ومثله ما لو تسحر بنية الصوم غداً .


وبعض الفقهاء يعد النية شرطاً لصحة الصيام لا ركناً من أركانه ، والمقصود أنه لا بد منها لصحة الصوم سواء عددناها ركناً أم شرطاً .


- الركن الثاني: الإمساك عن المفطرات من طعام ، وشراب ، وجماع ، من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس، ودليل ذلك قوله تعالى: ** وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل } (البقرة: 187)، والمراد بالخيط الأبيض والخيط الأسود ، بياض النهار وسواد الليل ، وذلك يحصل بطلوع الفجر الثاني أو الفجر الصادق ، لقوله - صلى الله عليه وسلم – ( لا يمنعنكم من سحوركم أذان بلال ، ولا الفجر المستطيل ، ولكن الفجر المستطير في الأفق ) رواه الترمذي وقوله - صلى الله عليه وسلم-: ( إذا أقبل الليل من ها هنا وأدبر النهار من ها هنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم ) رواه البخاري ، وقد أجمع أهل العلم على أن من فعل شيئاً من ذلك متعمداً فقد بطل صومه.


وهناك شروط ذكرها أهل العلم لا بد من توفرها حتى يجب الصوم على العبد ، وهي أن يكون مسلماً بالغاً عاقلاً مقيماً قادراً خالياً من الموانع الشرعية .


فلا يصح الصوم من الكافر ، فإن أسلم في أثناء الشهر ، صام الباقي , ولا يلزمه قضاء ما سبق حال الكفر .


ولا يجب الصوم على الصغير غير البالغ لعدم التكليف ، ولكنه يصح منه ، ويكون في حقه نافلة ، ولو أفطر في أثناء النهار فلا شيء عليه ، ويستحب تدريبه على الصوم ليعتاد عليه ، ولئلا يجد صعوبة فيه حال البلوغ ، فقد ثبت في الصحيح من حديث الرُبيِّع بنت معوِّذ _ رضي الله عنها _ أنها قالت في صيام عاشوراء لما فُرض : ( كنا نُصَوِّمُ صبياننا ، ونجعل لهم اللعبة من العِهْنِ ، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار ) .


ولا يجب الصوم على مجنون , ولو صام حال جنونه , لم يصح منه , لعدم النية ، وفي الحديث الصحيح عن علي رضي الله عنه مرفوعاً: ( رفع القلم عن ثلاثة : عن النائم حتى يستيقظ ، وعن الصبي حتى يحتلم ، وعن المجنون حتى يعقل ) رواه أبو داود وغيره .


ولا يجب الصوم على غير القادر لمرض أو كبر أو نحوه ، ولا على المسافر ، ولكنهما يقضيانه حال زوال عذر المرض أو السفر لقوله الله جل وعلا: ** فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر }

(البقرة:184).


ولا يجب الصوم على الحائض والنفساء بل يحرم عليهما ولا يصح منهما ، لوجود المانع الشرعي ، ولو جاءها الحيض أو النفاس أثناء الصوم بطل صوم ذلك اليوم ، ويجب عليها أن تقضي الأيام التي أفطرتها بعد رمضان .


والطهارة ليست شرطاً لصحة الصوم ، فإذا تسحر الجنب ، وشرع في الصوم ولم يغتسل صح صومه ، وكذلك لو طهرت المرأة من الحيض في الليل ولم تغتسل، وصامت يومها التالي صح الصوم منها .


هذه هي أهم أركان الصوم وشروطه ، وللعلماء مزيد تفصيل وبيان فيها، يمكن الرجوع إليها في مظانها، والله أعلم .


موقع إسلام ويب
م/ن




__________________

عبسي الحمديني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس